مؤشرات معركة وشيكة في الساحل الغربي لليمن ستحدد مستقبل خارطة الطريق
يمنات – خاص
أنس القباطي
بدأت مؤشرات عدة بالظهور تباعا تؤشر لمعركة مرتقبة سيشهدها الساحل الغربي لليمن.
معركة الساحل الغربي التي بدأ الحديث عنها منذ حوالي شهر في وسائل الاعلام، تبدو محاولة جديدة من قبل هادي و التحالف السعودي لتحقيق انتصار يساعدهم في الضغط على خصومهم، من أجل انجاز تسوية تؤدي إلى احداث تغييرات جوهرية في خارطة الطريق الأممية.
هادي و حكومته يرون أن وصلوهم إلى مدينة المخا الساحلية سيؤدي إلى فرض شروطهم لتعديل خارطة الطريق، في الاتجاه الذي يخدم بقاء هادي خلال المرحلة المقبلة. فيما يرى التحالف السعودي أن تحقيق انتصار جديد يوصلهم إلى المخا، سيجبر طرفي صنعاء على القبول و لو بالحد الأدنى من مطالبهم في خارطة الطريق، التي هي في الأصل خارطة الرباعية الدولية التي تعد السعودية فاعلا فيها، بعد التزام طرفي صنعاء بمناقشة الخارطة وفق تراتيبية بنودها في تفاهمات تمت في مسقط مع وزير الخارجية الامريكي، جون كيري، الذي رسم خارطة الطريق، منتصف الشهر الجاري.
مؤشرات
– مؤشرات المعركة المرتقبة، بدأت تتضح الأسبوع الماضي حين نقل التحالف السعودي تعزيزات عسكرية شملت أسلحة ثقيلة و معدات عسكرية أخرى و ناقلات على متنها جنود إلى جبهة ذو باب عبر عدن.
– و في مؤشر أخر يدل على التوجه صوب التصعيد العسكري في الساحل الغربي، نقل التحالف السعودي، الجمعة 25 نوفمبر/تشرين ثان 2016، معدات عسكرية عبر ميناء الزيت في البريقة غرب عدن إلى مقره غير البعيد من الميناء.
– و السبت 26 نوفمبر/تشرين ثان 2016، بدأ طيران التحالف السعودي باستهداف ابراج الاتصالات في المخا و الخوخة، في محاولة لعزل المنطقة عن باقي المناطق المحيطة بها، تمهيدا لعملية عسكرية قادمة قد تبدأ بعمليات انزال لجنود على الساحل.
– و قبل حوالي 5 أيام تحدثت تقارير صحفية عن نقل جنود كان يجري تدريبهم في اريتيريا إلى عدن، تمهيدا للزج بهم في معركة الساحل الغربي.
– عودة هادي إلى عدن، السبت، قبيل ساعات من وصول المبعوث الأممي، اسماعيل ولد الشيخ إلى الرياض، مؤشر واضح على عدم نية هادي و حكومته التعاطي مع ولد الشيخ و خارطته، و هو ما يعني أن مغادرة هادي لن تتم بدون موافقة الرياض، التي لا يزال موقفها ضبابيا من خارطة الطريق.
معركة الساحل الغربي قد تنجح و قد لا تنجح شأنها في ذلك شأن معركة البقع التي لم تحقق هدفها بالوصول إلى مرتفعات كتاف و قطع طريق حرف سفيان الرابط بين العاصمة صنعاء و محافظة صعدة، و بالتالي عزل صعدة عن العاصمة صنعاء.
هدف التحالف
في حال لم تنجح المعركة، سيجلس المتصارعين إلى طاولة التفاوض، و سيتم مناقشة خارطة الطريق وفق تراتيبيتها التي تم التفاهم حولها في مسقط. و هنا تكون الرياض قد حققت مكسب كون الوصول إلى هدف طرفي صنعاء في الخارطة بإزاحة هادي قد تحقق قبله الانسحاب من الحدود، دون أن يقابله انسحاب قوات التحالف السعودي من عدن و المكلا و مدن الجنوب الأخرى التي توجد فيها قوات اجنبية.
هدف هادي
طرف هادي سيكون الخاسر من حال فشلت معركة الساحل الغربي، كونه لن يستطيع فرض أي تعديلات في الخارطة تمكنه من املاء شروط بقائه.
و في حال تمكنت قوات هادي من الوصول إلى مدينة المخا، فإن ذلك سيفتح شهية هادي للوصول إلى مفرق المخا، و قطع الطريق الرابط بين عدن و الحديدة، بهدف عزل غرب مدينة تعز التي يسيطر عليها أنصار الله و الجيش المساند لهم عن محافظة الحديدة المسيطرين عليها بالكامل، و من ثم التهديد بالتوجه إلى تعز كورقة ضغط، و ربما فتح جبهة جديدة باتجاه غرب مدينة تعز، و الت يلن تكون سهلة، لكن تحقيق هادي نجاحات فيها ستكون بداية لرفضه خارطة ولد الشيخ.
عوائق وممكنات
معركة الساحل الغربي لن تكون سهلة المنال، غير أن التحالف السعودي يراهن على استخدام سلاح الجو و البحر، و اللجوء إلى القصف السجادي لتسهيل تقدم القوات البرية في أرض مفتوحة تسهل الانتشار، و تحد إلى درجة كبيرة من قدرة الخصم على تحييد سلاحي الجو و البحر.
و مع كل ذلك لن تسلم القطع البحرية من الصواريخ التي سبق و أن جربت على السفينة الاماراتية “سويفت”، و هو ما سيحول منطقة مضيق باب المندب إلى ساحة حرب، ستستدعي العالم كله إليها، نظرا لحساسيتها و اهميتها الدولية كممر للتجارة العالمية.
حساب أخر
إلى جانب ذلك، و في حال عمد التحالف و هادي إلى استخدام القوات البرية، فإن المنطقة و إن كانت مفتوحة، غير أنها لا تخلو من التحصينات الطبيعية، كالسلاسل الجبلية الصغيرة التي تظهر وسط الصحراء، فضلا عن أن تمترس أنصار الله في السلسلة الجبلية المطلة على باب المندب، ستمثل عائقا للتقدم عبر مركز مديرية ذو باب التي باتت تحت السيطرة النارية.
و رغم أن المنطقة مفتوحة، لكن لدى أنصار الله تجربة في هذا الجانب، فقد افشلوا تحقيق انتصار لقوات هادي في صحراء ميدي، اقصى شمال الساحل الغربي، رغم أن المنطقة أقل تحصينا من جنوب الساحل الغربي، الممتد من ذو باب مرورا بالمخا و حتى الخوخة.
كل طرف لديه خطته العسكرية في حال نشبت المعركة. و قدرة كل طرف على تنفيذ الخطة بدقة، هي من ستحدد مطلق رصاصة نهاية المعركة.